كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 1)

أحدهما: قصد الاستلذاذ بذكره، ولهذا لم يُعَدْ في الثانية، وهي قوله: "ومن كانت هجرته إلى دنيا" إعراضًا عن تكرير لفظ الدنيا، هذا معنى (¬1) كلام الفاكهاني في "شرح العمدة" (¬2).
وثانيهما: خشية الجمع بينهما في ضمير واحد (¬3)، وفيه بحث قد مر.
(دُنيا (¬4)): -بضم الدال لا بكسرها- على المشهور تأنيث أَدْنى، فهي (¬5) من باب أَفْعَلِ التفضيل، وهي نكرة، فكان حقُّها أن تلزم الإفرادَ والتذكير، لكنها خلعت عنها الوصفية غالبًا، فأجريت (¬6) مجرى ما لم يكن وصفًا قطُّ؛ كرُجعى، وقد ظهر أنها ممنوعة من الصرف، وحُكي تنوينها.
قال ابن جني: وهي نادرة.
(أو امرأةٍ): قال الزركشي في تعليقه على "عمدة الأحكام": هو من عطف الخاص على العام؛ بدليل حديث: "الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِهَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ" (¬7).
¬__________
(¬1) "معنى" غير واضحة في "م"، وهي كذا في "ن" و"ع" و"ج".
(¬2) انظر: "رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام" للفاكهاني (1/ 33).
(¬3) "واحد" ليست في "ج".
(¬4) "إلى دنيا" في رواية أبي الوقت وابن عساكر والحموي، وفي اليونينية: "لدنيا"، وهي المعتمدة في النص.
(¬5) في "ع": "فهو".
(¬6) في "ج": "فأخرجت".
(¬7) رواه مسلم (1467) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.

الصفحة 165