كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 1)

الصفة، أو (¬1) القصة إذا كان لها شأن، وفيها غرابة، كأنه قيل: وإن مثلها؛ أي: حالها العجيبة الشأن كحال المسلم.
(قال: هي النخلة): قال السهيلي في "التعريف": زاد فيه الحارث ابن أسامة في "مسنده": زيادة تساوي رحلةً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "هِيَ النَّخْلَةُ (¬2) لا تَسْقُطُ لَهَا أُبْلُمَةٌ (¬3)، وَكَذَلِكَ المُؤْمِنُ لا تَسْقُطُ لَهُ دَعْوَةٌ" (¬4)، فبيَّنَ وجهَ الشبه، وساق الطحاوي هذا الحديث في معرض الاستدلال على أن الخبر والحديث واحد.
وردَّه ابنُ المنير: بأنه أطلق فيه الحديث على المشافهة، ولا خلاف فيه (¬5)، وإنما الخلاف في إطلاقه على البلاغ فقط.
قال: وأحسنُ ما يشهد لذلك قولُ الرجلِ المؤمنِ الذي هو يومئذٍ خيرُ أهلِ الأرض للدجال: "أَنْتَ الدَّجَّالُ الكَذَّابُ الَّذِي حَدَّثَنَا عَنْكَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -" (¬6)، وذلك الرجل إنما سمع (¬7) بلاغًا، لا شِفاهًا.
* * *
¬__________
(¬1) في "ج": "و".
(¬2) في "ع": "نعم هي النخلة".
(¬3) في المطبوع من "المسند": "أنملة"، وكذا وقع في "الفتح" (1/ 176).
(¬4) رواه الحارث بن أسامة في "مسنده" (1067) عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -.
(¬5) في "ع" و"ج": "ولا خلاف عندهم فيه".
(¬6) رواه البخاري (1783)، ومسلم (2938)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
(¬7) في "ج": "الرجل جمع".

الصفحة 175