كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 1)

الصلاة والسلام-، وإلى الأنبياء من قبله: أن (¬1) الأعمال بالنيات، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5]، قاله بعضهم.
وإما لمناسبة ترجمة الباب، وذلك لأن الحديث اشتمل على أن هاجر (¬2) إلى الله تعالى وحده ومقدمة النبوة كانت في حقه - عليه السلام - هجرته إلى الله تعالى، وخلوته بغار حراء للتقرُّب إليه، وليس على معنى أن النبوة مكتسبة، بل على معنى أنها ومقدماتها ومتمماتها كلٌّ فضلٌ من عند (¬3) الله، فهو الذي ألهم السؤال، وأعطى المسؤول، فله الفضلُ أولًا وآخرًا، قاله ابن المنير (¬4).
وإما لقصده أن يكون هذا الحديث في أول الكتاب عوضًا من (¬5) الخطبة التي يبدأ (¬6) بها المؤلفون، ولقد أحسن العوض من عوض من كلامه كلام من لا ينطق عن الهوى، قاله ابن (¬7) بطال (¬8).
قلت: ولعل هذا هو السر في إيراده الحديثَ في هذا المحلّ مختصرًا، وذلك لأنه لما أورده موردَ الخطبة (¬9)، اقتضتِ المناسبةُ ذكرَه بالطريق
¬__________
(¬1) في "ع": "إنما".
(¬2) في "ن" و"ج" و "ع": "من هاجر".
(¬3) "عند" ليست في "ج".
(¬4) ونقله عنه الحافظ في "الفتح" (1/ 16).
(¬5) في "ع": "عن".
(¬6) في "ع": "يبتدئ".
(¬7) في "ج": "أبي" وهو خطأ.
(¬8) انظر: "شرح ابن بطال على البخاري" (1/ 32).
(¬9) في "ن": "من الخطبة".

الصفحة 18