(آمنت بما جئتَ به): وليس مستندُه في الإيمان السؤالَ والجوابَ والقسمَ خاصة، بل مستندُه (¬1) المعجزات التي آمنَ عليها البشر، وإنما هذا السؤالُ والاستفهام على (¬2) الوجه الذي (¬3) وقع من بقايا جَفاءِ (¬4) الأعراب الذين وَسِعَهُمْ حلمُه عليه الصلاة والسلام.
* * *
باب: مَا يُذْكَرُ فِي الْمُنَاوَلَةِ، وَكِتَاب أَهْلِ الْعِلْمِ بالْعِلْمِ إِلَى الْبُلْدَانِ
وَقَالَ أَنَسٌ: نَسَخَ عُثْمَانُ الْمَصَاحِفَ، فَبَعَثَ بهَا إِلَى الآفَاقِ.
وَرَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمَالِكٌ ذَلِكَ جَائِزًا. وَاحْتَجَّ بَعْضُ أَهْلِ الْحِجَازِ فِي الْمُنَاوَلَةِ بحَدِيثِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ حَيْثُ كَتَبَ لأَمِيرِ السَّرِيَّةِ كِتَابًا، وَقَالَ: "لاَ تَقْرَأْهُ حَتى تَبْلُغَ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا". فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ الْمَكَانَ، قَرَأَهُ عَلَى النَّاسِ، وَأَخْبَرَهُمْ بأَمْرِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.
(نسخ عثمانُ المصاحفَ، فبعث بها (¬5) إلى الآفاق): سُئل ابن المنير عن وجه إدخال هذا في المناولة والإجازة مع أن القرآن إنما يثبت بالتواتر؟
وأجاب (¬6): بأنَّ المستفاد من بعث المصاحف والمناولة فيها إنما هو
¬__________
(¬1) في "ن" زيادة: "في الإيمان".
(¬2) في "ع": "عن".
(¬3) "الذي" ليست في "ج".
(¬4) في "ع": "جفايا".
(¬5) "بها" ليست في "ن".
(¬6) "وأجاب" ليست في "ع".