كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 1)

التي (¬1) وقع فيها مختصرًا؛ إذ التخفيف في الخطبة مطلوب.
قال ابن الملقن: سألني بعضُ الفضلاء عن السرِّ في ابتداء البخاري بهذا الحديث مختصرًا، ولِمَ (¬2) لم يذكرْه مطوَّلًا كما فعل في غيره من الأبواب؟
فأجبته في الحال: بأن عمر - رضي الله عنه - قاله على المنبر، وخطب به، فأراد التأسي به، لكن البخاريَّ ذكره مطولًا في: ترك الحيل، وفيه: أنه خطب به أيضًا (¬3). انتهى.
قلت: فقد طاح جواب الشيخ، وبالله التوفيق.
والكلامُ على مفردات هذا الحديث وفقهه سيأتي بعد هذا في أواخر كتاب: الإيمان.
* * *

2 - (2) - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَناَ مَالكٌ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ -رَضيَ اللهُ عَنْهَا-: أَنَّ الْحَارِثَ بن هِشَامٍ -رَضيَ اللهُ عَنْهُ- سَأَلَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَحْيَانًا يَأْتِيني مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ، فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ ما قَالَ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلًا، فَيُكَلِّمُنِي، فَأَعِي مَا يَقُولُ".
قَالَتْ عَائِشَةُ -رَضيَ اللهُ عَنْهَا-: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِل عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ، فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا.
¬__________
(¬1) في "ج": "الذي".
(¬2) "لم": ليست في "ج".
(¬3) انظر: "التوضيح شرح الجامع الصحيح" لابن الملقن (2/ 127).

الصفحة 19