كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 1)

عن الله تعالى هذه (¬1) الرسالة، وهو الوحيُ بعينه.
ويمكن وجهٌ (¬2) ثاني عشر: وهو الوحي على لسان خَزَنَةِ السموات [من الملائكة، وكلُّهم قال له ليلةَ الإسراء] (¬3): "ولَنِعْمَ المجيءُ جاءه (¬4) " (¬5)، وهذه بشارة منهم لا تكون إلا بإذن من الله لهم (¬6) في تبليغها إياه صلوات الله عليه وسلامه.
قلت: فيه نظر؛ إذ ليس في قول ملائكة السموات: "ولنعم المجيء جاء"، ما يقتضي مخاطبتهم إياه بذلك، ولا تبليغهم عن الله هذه البشارة، وكون (¬7) مثل هذا القول لا يصدر عنهم (¬8) إلا بإذن الله (¬9)، لا يلزم منه أن يكون تلفُّظُهم (¬10) في الجملة وحيًا إلى رسوله، نعم، لو ثبت أن الله أذن لهم (¬11) في تبليغهم ذلك عنه إلى رسوله، لكان من الوحي، لكن ليس ثَم ما يدل عليه، فتأمله (¬12).
¬__________
(¬1) في "ج": "بهذه".
(¬2) في "ن" و "ج": "يمكن أن يعد وجه"، وفي "ع": "وجهًا".
(¬3) ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(¬4) في "ن" و "ج" و "ع": "جاء".
(¬5) رواه البخاري (3207)، ومسلم (164) عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه.
(¬6) "لهم" ليست في "ن".
(¬7) في جميع النسخ عدا "ع": "وكونه".
(¬8) في "ع": "منهم".
(¬9) في "ن" و "ع": "من الله".
(¬10) في "ع": زيادة: "به".
(¬11) في "ع": "إذنهم".
(¬12) في "ج": "انتهى" بدل قوله: "فتأمله".

الصفحة 27