كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 1)

-بكسر الجيم وفتحها في الماضي، وفتحها فقط في المضارع منهما-.
(فجاءه الملك): أي: جبريل - عليه السلام -.
وروى ابن سعد بإسناده: أن نزولَ الملك عليه بحراءٍ يومَ الاثنين لسبعَ عشرةَ خلتْ (¬1) من رمضان، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ (¬2) ابن أربعين سنة (¬3).
(ما أنا بقارئ): الظاهر أن "ما" نافية، والباء زائدة في الخبر؛ أي: إني أُمِّيٌّ، فلا أقرأ الكتب، هذا هو الصحيح، ويؤيده أنه قد جاء في رواية: "ما أُحْسِنُ أَنْ أَقْرَأَ".
وقيل: استفهامية؛ بدليل رواية ابن إسحاق: "ما أقرأ؟ " (¬4).
ورُدَّ بأن الباء مانعةٌ من الاستفهامية، ورواية ابن إسحاق ليست نصًّا في الاستفهام، ولا تدفع النفي.
قلت: بل فيها ما يرجِّح الاستفهام، وذلك أنه قال بعدَ غَطِّ الملَكِ له في المرة الثالثة: [ثُمَّ أرسلَني فقال: اقرأ، قالَ: قلتُ: "ماذا أقرأ؟ " (¬5)، فهذا نص في الاستفهام يترجح به كونُ "ما" في قوله] (¬6): "ما أقرأ؟ " استفهامية، وزيادة الباء في الخبر الموجب قال بها الأخفش، ومن تابعه، لكنه سماعي.
¬__________
(¬1) "خلت" ليست في "ج".
(¬2) "يومئذ" ليست في "ن".
(¬3) انظر: "الطبقات الكبرى" (1/ 193).
(¬4) انظر: "سيرة ابن إسحاق" (ص: 100).
(¬5) انظر: "سيرة ابن هشام" (2/ 68).
(¬6) ما بين معكوفتين سقط من "ن".

الصفحة 34