كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 1)

حالُ (¬1) صاحبي القبرين، هل كانا مسلمين؟
وروى صاحب "الترهيب" من طريق الطبراني: أنهما هلكا في الجاهلية، وساق الحديث، وقال: هو حسن (¬2)، وإن كان إسناده ليس بالقوي؛ لأنهما لو كانا مسلمين (¬3)، لما كان لشفاعته لهما (¬4) إلى أن تيبس الجريدتان (¬5) معنى، ولكنه لما رآهما يعذبان، لم يَسْتَجِز (¬6) من عطفه ولطفه تركَهما، فشفع لهما إلى المدة المذكورة.
* * *

باب: مَا جَاءَ فِي غَسْلِ الْبَولِ
وَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لصَاحِبِ الْقَبْرِ: "كَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلهِ". وَلَمْ يَذْكُرْ سِوَى بَوْلِ النَّاسِ.
(كان لا يستتر من بوله، ولم يذكر سوى بول الناس): يريد أنه لا حجة لمن تمسك بقوله: لا يستتر من البول على نجاسة بول كل حيوان، وإن كان مأكولًا (¬7)؛ لأن هذا محمول على بول الآدمي؛ بدليل الرواية الأخرى:
¬__________
(¬1) في "ن": "قال".
(¬2) في "ع": "قال: وهو حسن".
(¬3) "لو كانا مسلمين" ليست في "ج".
(¬4) في "ج": "كان لشفاعتهما".
(¬5) في "ن": "الجريدتين".
(¬6) في "ن" و "ع": "لم ير".
(¬7) في "ج": "محمولًا مأكولًا".

الصفحة 347