كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 1)

وقال ابن مالك في: "بحسبك زيد": إن (زيد) (¬1) مبتدأ مؤخر؛ لأنه معرفة، (وحسبك) خبر مقدم؛ لأنه نكرة، والباء زائدة فيه (¬2).
(حتى بلغ مني الجَهد): -بفتح الجيم-: المشقة، وجُوز (¬3) الضمُّ فيه، فالجهدُ (¬4) مرفوع على أنه فاعل بلغَ، ومفعوله محذوف؛ أي: بلغَ مني الجهدُ مبلغًا.
وقيل: هو -بضم الجيم-: الطاقة، فيكون الجهدُ منصوبًا، والمعنى: بلغ مني الملَكُ وُسْعَهُ وطاقته في الغَطِّ.
(فغطَّني الثالثةَ): قال أبو الزناد: فيه دليل على أن المستحبَّ في المبالغة في الحض (¬5) على التعليم ثلاث، وقد كان -عليه الصلاة والسلام- إذ قال شيئًا، أعاده ثلاثًا (¬6)؛ للإفهام.
قيل: وفيه دليل على أن المؤدِّبَ لا يضرب (¬7) صبيًّا أكثرَ من ثلاثِ ضربات، وهو منقول عن شُريح.
وفي "السيرة": أن هذا الغطَّ كان في النوم (¬8).
¬__________
(¬1) "زيد" ليست في "ن"، وفي "ع": "زيدًا".
(¬2) انظر: "مغني اللبيب" لابن هشام (ص: 149).
(¬3) في "ع": "ويجوز".
(¬4) في "ن": "والجهد".
(¬5) في "ن": "الحظ".
(¬6) رواه البخاري (94)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
(¬7) في "ن": "على أمر المؤدب أن لا يضرب".
(¬8) انظر: "سيرة ابن إسحاق" (1/ 100)، و"سيرة ابن هشام" (2/ 68).

الصفحة 35