كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 1)

قال: لأن القائل: يا ليتني؛ قد يكون وحدَه، فلا منادى ثابت، ولا محذوف، ولأن (¬1) العرب لم تستعمل المنادى قبل ليت ثابتًا، فادعاءُ حذفه باطل؛ لخلوه من دليل، وفيه بحث.
(فيها): أي: في مدة النبوة، أو (¬2) الدعوة، أو الدولة.
(جَذَعًا): -بجيم وذال معجمة مفتوحتين-؛ أي: شابًّا قويًّا على نصرتك، أو (¬3) أولَ مَنْ يُجيبك إلى الإيمان (¬4).
أصله: أن يستعمل للدواب باعتبار سِنٍّ مخصوص، ثم استُعير للإنسان، إما باعتبار القوة، فيجيء الأول، أو باعتبار الأولية؛ فإن الجَذَع أولُ الأسنان (¬5)، فيجيء الثاني، والظاهر هو الأول. والمشهور هنا النصبُ، إما على أنه حال من الضمير المستكن في خبر ليت، وهو فيها، وإما على أنه خبر لأكون محذوفًا، وإما خبر لليت على أنها تنصب الجزأين، ولا إشكال في الأول، كما أنه لا إشكال في رفع جذع كما وقع للأصيلي هنا.
(إذ يخرجك): فيه استعمال إذ للاستقبال كإذا؛ نحو: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ} [غافر: 70 - 71]، والجمهور لا يثبتون مثل هذا، والآية متأولة.
¬__________
(¬1) في "ن": "لأن"، وفي "ج": "وأن"، وفي "ع": "كأن".
(¬2) في "ج": "و".
(¬3) في "ع": "و".
(¬4) في "ع": "إلى الإسلام".
(¬5) في "ج": "الإنسان".

الصفحة 42