كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 1)

(أوَ مخرجيَّ هم؟): -بفتح الواو وتشديد ياء "مخرجيَّ"- جمع مُخْرِج مضاف إلى ياء المتكلم، و"هم (¬1) " مبتدأ مؤخر، "ومخرجيَّ" خبر مقدم، ولا يجوز العكس؛ لئلا يخبر عن النكرة بالمعرفة؛ لأن الإضافة في "مخرجيَّ" لفظية، ولا يجوز أن يكون "مخرجيَّ" مبتدأ، و"هم" فاعلًا؛ لأن "مخرجيَّ جمع"، والوصف (¬2) وما بعده إذا تطابقا في غير الإفراد كان الأول خبرًا مقدمًا، قاله ابن الحاجب (¬3).
قلت: بناؤه على المشهور، وأما على لغة: "يتعاقبون"، فلا يمتنع، أما لو كان مخرج (¬4) مفردًا، وأُضيف إلى ياء المتكلم، لتعين إعراب هم فاعلًا به على رأي من يجيز كونَ مرفوع الوصف المبتدأ ضميرًا منفصلًا؛ كابن الحاجب، وابن مالك، ومنهم من يمنع مثلَ هذا التركيب أصلًا، ومحلُّ بسطه كتبُ العربية.
(وإن يدركْني يومُك): أي: وقتُ انتشار نبوَّتِك.
وفي (¬5) "السيرة": "إن أدركْ ذلكَ اليومَ" (¬6).
قالوا: والذي في البخاري هو الوجه؛ لأن ورقة سابق بالوجود (¬7)، والسابقُ هو الذي يدركه ما يأتي بعده.
¬__________
(¬1) في "ع": "وهو".
(¬2) في "ع": "الوصف".
(¬3) انظر: "الأمالي النحوية" لابن الحاجب (3/ 25).
(¬4) في "ع": "يخرج".
(¬5) في "ع": "في".
(¬6) انظر: "سيرة ابن إسحاق" (ص: 100).
(¬7) في "ج": "في الوجود".

الصفحة 43