كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 1)

قلت: وجه السهيلي ما في "السيرة": بأن المعنى؛ إن أدرك (¬1) ذلك اليوم، فسمَّى رؤيتَه إدراكًا (¬2).
(مؤزَّرًا): -بهمزة وتُسهل- على زنة مُفَعَّل؛ من الأَزْر، وهو القوة.
(ثم لم ينشَب ورقة): -بفتح ثالثه (¬3) -؛ أي: لم يمكث.
(أن تُوفي): -في محل رفع- على أنه بدلُ اشتمالٍ من ورقة؛ أي: لم تتأخر وفاته عن هذه القصة.
وفي "السيرة": "أن ورقة بن نوفل كان يمر ببلال وهو يعذَّب، وهو يقول: أَحَدٌ أحد، فيقول: أحد أحد واللهِ يا بلال، ثم يُقْبل على أميةَ بن خَلَف ومَنْ يصنع (¬4) به ذلك من بني جُمَح، فيقول: أحلفُ بالله لئن قتلتموه على هذا، لأتخذنه حنانًا" (¬5)، وهذا مخالف لما في "البخاري"، فتأمله.
(وفتر الوحيُ): أي: سكن وأغبَّ نزولُه وتتابُعه.
وقد جاء في حديث مسند ذكره السهيلي: أن الفترة كانت سنتين ونصفًا، وبه جمع بين قول أنس: أنه - عليه السلام - أقام بمكة عشر سنين، وقولِ ابن عباس: ثلاثَ عشرةَ سنة، وذلك أنا إذا أضفنا زمنَ الفترة إلى زمن ابتداء الوحي بالرؤيا الصالحة، وهي ستة أشهر، كان مجموع ذلك
¬__________
(¬1) في "ع": "أرَ".
(¬2) انظر: "الروض الأنف" (1/ 409).
(¬3) في "ع": "بفتح أوله وبفتح ثالثه".
(¬4) في "ن" و "ع": "ومن كان يصنع".
(¬5) انظر: "سيرة ابن إسحاق" (ص: 169).

الصفحة 44