كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 1)

إِنِّي قُلْتُ مَقَالَتِي آنِفًا أَخْتَبرُ بهَا شِدَّتَكُمْ عَلَى دِينكُمْ، فَقَدْ رَأَيْتُ، فَسَجَدُوا لَهُ، وَرَضُوا عَنْهُ، فَكَانَ ذَلِكَ آخِرَ شَأْنِ هِرَقْلَ.
رَوَاهُ صَالحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَيُونُسٌ، وَمَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ.
(هِرَقل): -بكسر الهاء وفتح الراء-؛ كدمشق على المشهور، يقال (¬1): -بسكون الراء مع كسر القاف- كخِذْرِف، وهو اسمٌ (¬2) له لا ينصرف (¬3) للعلمية والعجمة، ولقبه قيصرُ، قاله الشافعي رضي الله عنه (¬4).
(في ركب من قريش): في هنا للمصاحبة؛ نحو: {ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ} [الأعراف:]؛ أي: معهم.
قيل: إنهم كانوا ثلاثين رجلًا، وسمي منهم المغيرة بن شعبة، وذلك في "مصنف ابن أبي شيبة" بإسناد صحيح إلى سعيد بن المسيب (¬5).
وانتقده شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني -رحمه الله- بأن هذه الرواية يعارضها أن المغيرة كان مسلمًا في الحديبية، وأسلم عام الخندق، فيبعد (¬6) أن يكون حاضرًا (¬7) وهو مسلم ويسكتَ؛ لأن الكتاب (¬8) كان في مدة الهدنة (¬9).
¬__________
(¬1) في "ن" و "ع": "ويقال".
(¬2) في "ن": "الاسم".
(¬3) في "ن": "تصرف".
(¬4) انظر: "التوضيح" لابن الملقن (2/ 376).
(¬5) رواه ابن أبي شيبة (36627).
(¬6) في "ع" و "ج": "ويبعد".
(¬7) في جميع النسخ عدا "ع": "حاضر".
(¬8) في "ع": "لأن مدة الكتاب".
(¬9) في "ج": "مدة المهادنة".

الصفحة 57