كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 1)

(بالتَّرجُمان): هو المفسِّرُ لغةً (¬1) بلغة أخرى لمن لا يفهمها.
وقال ابن الصلاح: ليست الترجمة مخصوصة بتفسير لغة بأخرى (¬2)، فقد أطلقوا على قولهم: باب كذا: اسمَ الترجمة؛ لكونه يعبر عما ذكر بعده، وقد كان أبو حمزة (¬3) يترجم بين يدي ابن عباس، ومحمله على أنه كان يترجم عنه إلى من خفي عليه الكلام من الناس؛ لزحامٍ، أو اختصار (¬4).
قيل (¬5): هو مُعَرَّب، وقيل: عربي، ويقال: بفتح المثناة من فوق وضم الجيم، وقد يضمان معًا.
(أيكم أقربُ نسبًا؟): قال ابن بطال: فيه دليل على أن أقارب الإنسان أولى بالسؤال عنه من غيرهم؛ من أجل أنه لا ينسب إلى قريبه ما يلحقه به عار في نسبه عند العداوة كما يفعل غير القريب (¬6).
قلت: يا عجبًا للاستدلال بقول هرقل على أمر مشروع مع أنه من الكفار، وأيضًا فقد يعارض ما ذكره بأن القريب متهم في الإخبار عن نسب قريبه بما يقتضي شرفًا وفخرًا، ولو كان عدوًا له؛ لدخوله في شرف النسب الجامع لهما.
قال ابن المنير بعد حكايته (¬7) كلامَ ابن بطال: وأيضًا فإن الأقارب
¬__________
(¬1) "لغة" ليست في "ن".
(¬2) في "ج": "لغة بلغة"، وفي "ع": "بتفسير لغة أخرى".
(¬3) في "ن": "جمرة".
(¬4) نقله العيني في "عمدة القاري" (1/ 308).
(¬5) في "ع": "وقيل".
(¬6) انظر: "شرح ابن بطال" (1/ 45).
(¬7) في "ع": "حكاية".

الصفحة 59