كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 1)

أخبرُ من الأجانب، ولهذا لا تُقبل (¬1) تزكيةُ البعيد، وندع تزكية القريب المصاحب إما في نسب، أو جوار، أو معيشة، وهذا، وإن كان من تصرف هرقل، وهرقلُ كافر، فهو مما صوبه حملة الشريعة وحسنوه (¬2)، واستدلوا به على سداد سياسة هرقل، ودقةِ نظره.
قلت: لا يلزم من تحسينهم لذلك وتصويبه جعله دليلًا لهذا الحكم، إنما الدليل ما نصبه الشارع دليلًا، وموافقةُ شخص من الكفرة برأيه، ونظرِه لذلك الحكم الذي قام الدليلُ الشرعي عليه (¬3) لا يقتضي جعلَ كلامِ ذلك الكافر دليلًا، هذا ما لا سبيل إليه أصلًا.
قال ابن الملقن: وفيه تقديمُ صاحب الحسب في أمور المسلمين، ومهماتِ الدين والدنيا (¬4).
قلت: وفيه من الإشكال ما مر (¬5).
(كَذَبني): -بتخفيف المعجمة-: نقل (¬6) إليَّ الكذبَ.
(يأثُروا): -بضم المثلثة وكسرها-، واقتصر في "المشارق" على الضم، ومعناه: يتحدثوا (¬7).
¬__________
(¬1) في "ن" و "ج": "يقبل".
(¬2) في "ج": "حسنوا".
(¬3) "عليه" ليست في "ج".
(¬4) انظر: "التوضيح" (2/ 413).
(¬5) في "ن": "مثل ما مر".
(¬6) في "خ ": "نسبة".
(¬7) انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (1/ 18).

الصفحة 60