كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 1)

(اعبدوا الله وحده، ولا تشركوا به شيئًا): التفت فيه إلى أن الثانية كالتأكيد للأولى، ففصلت، وكثيرًا ما يترك (¬1) الالتفات إلى هذا المعنى، فتوصل الثانية بالأولى؛ لما بينهما من التوسط مع اتحاد المسند إليه فيهما، وحصول المناسبة الظاهرة بين مسنديهما.
(سألتك عن نسبه): أي: عن (¬2) حال نسبه؛ [لأنه قال أولًا: كيف نسبه] (¬3) فيكم (¬4)؟ أي: على أيِّ حال هو؟ أشريف (¬5)، أم لا؟
(يأتسي): يقتدي، ويتبع، والأُسوة -بكسر الهمزة وضمها-: القدوة.
(فذكرت أن ضعفاءَهُم اتبعوه، وهم أتباع الرسل): قال ابن المنير: واستشهادُه على النبوة بذلك صحيح، مصداقُه في قوله تعالى: {أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ} [الشعراء: 111]، الصحيح أنهم أرادوا الضعفاء.
(يخالط): فاعلُه ضمير يعود على الإيمان، ومفعولُه: "بشاشةَ القلوب"، ويروى: تخالط -بمثناة من فوق-، وبشاشتُه (¬6) بالإضافة إلى ضمير الإيمان، ورفعُه: على أنه ضمير تخالط (¬7)، والقلوبَ: -بالنصب- على أنه مفعوله، والمراد بالبشاشة: الانشراح.
¬__________
(¬1) في "ع": "يكثر".
(¬2) "عن" ليست في "ج".
(¬3) ما بين معكوفتين سقط من "ج".
(¬4) في "ج": "فلم".
(¬5) في "ع": "هو شريف".
(¬6) في "ع" و "ج": "وبشاشة".
(¬7) في "ع": "ورفعه على أنه فاعل تخالط".

الصفحة 64