ذلك، ولهذا كان إيمان الصديقين (¬1) أقوى من إيمان غيرهم؛ بحيث لا تعتريهم الشبهة، ولا يتزلزل (¬2) إيمانهم، وهو إذا تأملت إنما يرجع إلى القوة والضعف.
(والحبُّ في الله، والبغضُ في الله من الإيمان): رواه البيهقي مرفوعًا بلفظ (¬3): "أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ في اللهِ، وتُبْغِضَ في اللهِ" (¬4)، و"في" للسببية (¬5)؛ مثل: "دَخَلَتِ امْرَأةٌ (¬6) النَّارَ في هِرَّةِ" (¬7).
(فرائض): جمع فريضة، وهي ما يُحمد فاعلُه (¬8)، ويُذم تاركُه.
(وشرائع): جمع شريعة (¬9)، قيل: والمراد بها نحو: صفة الصلاة، وعدد شهر رمضان، وعدد جلد القاذف، وعدد الطلاق، وفيه نظر.
(وسننًا): جمع سُنَّة، وهي ما يُحمد فاعلُه، ولا يُذم تاركُه، ويرادفها (¬10): المندوبُ، والتطوُّعُ، والمستَحَبُّ، والنافلة، والمرغَّبُ فيه، وللمالكية في ذلك تفصيلٌ معروف.
¬__________
(¬1) في "ج": "إيمان التصديق".
(¬2) في "ج": "ولا يتركون".
(¬3) "بلفظ" ليست في "ج".
(¬4) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (14) عن البراء بن عازب رضي الله عنهما.
(¬5) في "ن": "السببية".
(¬6) "امرأة" ليست في "ن".
(¬7) رواه البخاري (3318)، ومسلم (2619) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(¬8) في "ع": زيادة: "عليه".
(¬9) في "ن": "شرائع".
(¬10) في "ع" و"ج": "ويراد فيها".