قَالَ: "فَوَالَّذِي نفسِي بيَدِهِ، لاَ يُؤْمِنُ أَحَدكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَده".
(أحب إليه من ولده (¬1)): وهذه محبة الرحمة والشفقة.
(ووالده): وهذه محبة الإجلال.
* * *
15 - (15) - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ
عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أنَسٍ، عَنِ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - ح. وَحَدَّثَنَا آدَمُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا شُعْبةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنس، قَالَ: قَالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ يُؤْمِنُ أَحَدكُمْ
حَتَّى أكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِد وَوَلَد وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ".
(والناس أجمعين): وهذه محبة الاستحسان، فقد جمع أقسام المحبة الثلاثة، ولا شك أن من حصل له الايمان الكامل، علم أن حقه -عليه الصلاة والسلام- آكدُ من حق ابنه وأبيه والناس أجمعين، وأَحَبَّه أشدَّ من حبه (¬2) لهم قاطبة.
وفي "شفا القاضي" (¬3) كلام بديع من (¬4) هذا المعنى حقُّه أن يُكتب بذَوْب التبر لا بالحبر، فانظره هناك (¬5).
¬__________
(¬1) قدم هنا ذكر "الولد" على "الوالد"، وهو كذلك في رواية الأصيلي، والأكثر -في هذا الحديث- تقديم "الوالد" على "الولد" كما في اليونينية، وقد اعتمدتها في متن الحديث.
(¬2) في "ع": "محبته".
(¬3) في "ج": "وفي "الشفا" للقاضي".
(¬4) "من" ساقطة من "ج"، وفي "ن" و"ع": "في".
(¬5) انظر: "الشفا" للقاضي عياض (2/ 18).