كتاب الذخائر والعبقريات (اسم الجزء: 1)

وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رضا الله في رضا الوالدين، وسخطه في سخطهما)، ورُوِيَ: يفعل البار ما يشاء أن يفعل فلن يدخل النار، ويفعل العاق ما يشاء أن يفعل فلن يدخل الجنة: وقال رجل لرسول الله صلوات الله عليه: إن أبويَّ بلغا من الكبر أن ألِيَ منهما ما وليا مني في الصغر، فهل قضيتهما حقَّهما؟ قال: لا، فإنهما كانا يفعلان ذلك وهما يحبان بقاءك، وأنت تفعل ذلك وأنت تريد موتهما: وعن حذيفة: أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في قتل أبيه وهو في صف المشركين، فقال: دعه يليه غيرك. وسئل الفضيل بن عياض عن برّ الوالدين، فقال: أن لا تقوم إلى خدمتيهما عن كسل، وسئل بعضهم فقال: أن لا ترفع صوتك عليهما، ولا تنظر شزراً إليهما، ولا يريا منك مخالفة في ظاهر ولا باطن، وأن تترحم عليهما ما عاشا، وتدعو لهما إذا ماتا، وتقوم بخدمة أودائهما من بعدهما، فعن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من أبرّ البرّ أن يصل الرجلُ أهلَ ودِّ أبيه). . . أما قوله تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ}، فهذا توصية بغير الوالدين من الأقارب بعد التوصية بهما، يقول سبحانه: آتوهم حقهم، وحقهم صلتهم بالمودة والزيارة وحسن المعاشرة والمؤالفة على السراء والضراء والمعاضدة إن كانوا مياسير، وتعهدهم بالمال إن كانوا عاجزين عن الكسب انظر التفصيلات في كتب الفقه وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إني أريد الغزو، فقال عليه الصلاة والسلام: أحيٌّ أبواك؟ قال: نعم، قال: فَفيهما فَجاهِدْ. وسئل الحسنُ البَصْرِيُّ رضي الله عنه عن برِّ الوالدين، فقال: أنْ تَبْذُلَ لهما ما ملكت، وتطيعَهما فيما أمَراك، ما لم يكن معصيةً، وآية ذلك قوله تعالى: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ

الصفحة 17