كتاب المستخرج من كتب الناس للتذكرة والمستطرف من أحوال الرجال للمعرفة (اسم الجزء: 1)

لَجأوا إلى فَدْفَدٍ (¬1) فأَحَاطَ بِهِم القَوْمُ (¬2).
وأَخْبَرنا الهَيْثَمُ بنُ مُحمَّدِ بنِ عَبْدِ الله، حَدَّثنا مُحمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَهَابِ، حدَّثنا الحسَنُ بنُ هَارُونَ بنِ سُلَيْمَانَ، حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ إسْحَاقَ المُسَيِّبْيُّ، حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ، حدَّثنا ابنُ أَبي ذئْبٍ، عَنْ مُسْلِمِ بنِ جُنْدَبٍ، عَنِ الحَارِثِ بنِ بَرْصَاءَ قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ [حَضَرَ] (¬3)، فَمَا ظَنَنْتُ أنَّهُ يَرْجِعُ مِنَّا أَحَدٌ (¬4).
ويُقَالُ: كَانَ أَمِيرَ تِلْكَ السَّرِيَّةِ عَاصِمُ بنُ ثَابِتٍ، ويُقَالُ: بَلْ كَانَ مَرْثَدُ بنُ أَبي مَرْثَدٍ.
وابْتَاعَ صَفوَانُ بنُ أُمَيَّةَ زَيْدَ بنَ الدَّثِنَةَ فَقَتَلَهُ بأَبيهِ، قَتَلَهُ نِسْطَاسٌ مَوْلاهُ.
قالَ المُسَيِّبْيُّ: حدَّثني أَبِي، عَنِ ابنِ أَبي ذِئْبٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنِ الحَارِثِ أَنَّهُ: أُتِيَ خُبَيْبٌ فَبِيعَ بِمَكَّةَ، فَخَرَجُوا به مِنَ الحَرَمِ إلى الحِلِّ لِيَقْتُلُوهُ (¬5)، فقالَ: دَعُوني أُصَلِّي رَكْعَتَينِ، قَالُوا: صَلِّ، ثُمَّ قالَ: لَوْلَا إنَّكُم تَظُنُّونَ أنَّ ذَلِكَ جَزَعٌ لَزِدْتُ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ أَحْصِهِم عَدَدًا (¬6).
¬__________
(¬1) فدفد -بفاء موحدة مفتوحة بعدها دال مهملة ساكنة ثم فاء موحدة مفتوحة وآخره دال مهملة- وهو الموضع المرتفع، أو المكان المشرف، فهو اسم جنس، وليس اسم موضع بعينه، ينظر: فتح الباري 7/ 381، معجم الأمكنة الوارد ذكرها في صحيح البخاري ص 345.
(¬2) رواه ابن حبان 15/ 512، والطبراني في المعجم الكبير 4/ 221، بإسنادهم إلى معمر عن الزهري به، ورواه البخاري (2880) من طريق الزهري به.
(¬3) جاء في الأصل: (حُصِرَ) بهذا الضبط، وهو خطأ، والصواب ما أثبته، والمعنى: أنه حضر قتل خبيب، فلما دعا على قتلته ظن الحارث أنه لا يبقى منهم أحد حيّا.
(¬4) رواه الفاكهي في أخبار مكة 3/ 46 بإسناده إلى ابن أبي ذئب به.
(¬5) ذكر الفاكهي أن الموضع الذي قتل فيه خبيب هو يأْجَج، وهو موضع قريب من مكة مما يلي التنعيم.
(¬6) رواه الفاكهي في أخبار مكة 3/ 46 بإسناده إلى ابن أبي ذئب به.

الصفحة 374