كتاب المستخرج من كتب الناس للتذكرة والمستطرف من أحوال الرجال للمعرفة (اسم الجزء: 1)

مَعَهُم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وقُمْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا أَتَى أَخَذَ المِعْوَلَ فَضَربَهُ ضَرْبَةً وكَبَّرَ، فَسَمِعْتُ هَدَّةً (¬1) لمْ أَسْمَعْ بمِثْلِهَا قَطُّ بِضَرْبَةِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ قالَ: فُتِحَتْ فَارِسُ، ثُمَّ ضَرَبَ أُخْرَى فَكَبَرَّ، فَسَمِعْتُ هَدَّةً لم أَسْمَعْ بمِثْلِهَا قَطُّ بِضَرْبَةِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فقَالَ: فُتِحَتِ الرُّومُ، ثُمَّ ضَرَبَ أُخْرَى فَكَبَّرَ، فَسَمِعْتُ هَدَّةً لم أَسْمَعْ بمِثْلِهَا قَطُّ بِضَرْبَةِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فقَالَ: جَاءَ الله تَبَارَكَ وتَعَالىَ [بِحِمْيَر] (¬2) أَعْوَانًا وأَنْصَارًا (¬3).
أَخْبَرنا الهَيْثَمُ بنُ مُحمَّدِ بنِ عَبْدِ الله، أَخبَرنا مُحمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْد الوَهَابِ، حَدَّثنا الحسَنُ بنُ هَارُونَ بنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثنا مُحمَّدُ بنُ إسْحَاقَ المُسَيِّبْيُّ، حَدَّثنا أَنَسُ بنُ عِياضٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ في [غَدَاةٍ بَارِدَةٍ] (¬4) والمُهَاجِرُونَ والأَنْصَارُ يَحْفُرُونَ الخَنْدَقَ، فقَالَ حِينَ رآهُم:
اللَّهُمَّ إنَّ الَخيْر خَيْرُ الآخِرَةِ ... فَاغْفِرْ للأَنْصَارِ والمُهاجِرَةِ.
فأَجَابُوهُ:
نَحْنُ الذينَ بَايَعُوا مُحمَّدا ... على الجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا (¬5).
...
¬__________
(¬1) الهدة: صوت وقوع الشيء الثقيل، من حاشية البداية.
(¬2) جاء في الأصل: (بخير) وهو خطأ، والتصويب من مسند الحارث، ومعجم الطبراني.
(¬3) رواه الطبراني في معجمه، كما في البداية والنهاية 6/ 28 من طريق هارون بن ملول عن أبي عبد الرحمن المقرئ به، ورواه الحارث في مسنده كما في البغية 2/ 704 بإسناده إلى عبد الرحمن بن زياد الإفريقي به، وقال ابن كثير: وهذا أيضا غريب من هذا الوجه، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الافريقي فيه ضعف.
(¬4) جاء في الأصل: (غزاة ذي قرى) وهو خطأ، والتصويب من المصادر ومنها صحيح البخاري، والغداة هي الضحوة.
(¬5) رواه البخاري (6775) بإسناده إلى حميد الطويل به، ورواه مسلم (1885) من طريق ثابت عن أنس به بنحوه.

الصفحة 386