كتاب المستخرج من كتب الناس للتذكرة والمستطرف من أحوال الرجال للمعرفة (اسم الجزء: 1)

الشَّيْطَانِ (¬1)، والشَّبَابُ شُعْبَةٌ مِنَ الجُنُونِ، وَشَرُّ المكاسِبِ كَسْبُ الرِّبَا، وشرُّ المآكِلِ مَالُ الْيَتِيمُ، وَالسّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِه، وَالشّقِيّ مَنْ شَقِىَ في بَطْنِ أُمّهِ، فَإِنمَّا يَصِيرُ أَحَدُكُمْ إلىَ مَوْضِعِ أَرْبَعَةِ أَذْرُعٍ، وَالأمْرُ إلى الآخِرَةِ، وَمَلَاكُ الأَمْرِ خَوَاتِمُهُ، وَشَرّ الرَّوَايَا رَوَايَةُ الْكَذِبِ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، وَسِبَابُ المؤْمِنِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ، وَأكْلُ لحْمِهِ مِنْ مَعْصِيَةِ الله عَزَّ وَجَلَّ، وَحُرْمَةُ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ، وَمَنْ يَتَأَلَّ عَلَى الله عَزَّ وَجَلَّ يُكَذِّبْهُ (¬2)، وَمَنْ يَغْفِرْ يُغْفَرْ لَهُ، وَمَنْ يَعْفُ يَعْفُ الله عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ، وَمَنْ يَكْظِمْ الْغَيْظَ يَأْجُرْهُ الله به، وَمَنْ يَصْبِر عَلَى الرّزِيّةِ يُعَوّضُهُ الله تبارك وتعالى، وَمَنْ يَبْتَغِ السُّمْعَةَ يُسَمِّعْ الله به (¬3)، وَمَنْ {يَتَصَبر} (¬4) يُضْعِفْ الله له، وَمَنْ يَعْصِ الله يُعَذبْهُ الله، اللَّهُمَّ اغفِرْ لي ولأُمَّتِي، اللَّهُمَّ اغفِرْ لي ولأُمَّتِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ولأُمَّتِي، اسْتَغْفِرُ الله لي ولَكُم (¬5).
وقِيلَ: هِيَ آخِرُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا.
...
¬__________
(¬1) الحبالة -بالكسر- ما يصاد به من أي شيء كان، وجمعه حبائل، أي المرأة شبكة يصطاد بها الشيطان عبيد الهوى، ينظر: فيض القدير 4/ 171.
(¬2) أي يَحْكم عليه فيقول: فلان في الجنة وفلان في النارِ، ينظر: غريب الحديث لابن الجوزي 1/ 37.
(¬3) أي من يُرائي به ويحب إِظْهاره يشهره الله بالرياء ويفضحه، ينظر: غريب الحديث لابن قتيبة 1/ 294.
(¬4) جاء في الأصل: (يصبر)، والتصويب من المصادر.
(¬5) رواه البيهقي في الدلائل 5/ 319، وابن عساكر في تاريخه 51/ 240 بإسنادهما إلى أبى العباس الأصم عن أبي أمية الطرسوسي به، ورواه ابن عدي في الكامل 1/ 42، والقضاعي في مسند الشهاب 1/ 58 بإسنادهما إلى يعقوب بن محمَّد بن عيسى الزهري به مختصرا، وعزاه ابن حجر في الإصابة 2/ 377 إلى أبي أحمد العسكري في الأمثال والديلمى في مسند الفردوس. والحديث ضعيف جدا، فيه عبد العزيز بن عمران الزهري وهو متروك الحديث، روى له الترمذي.

الصفحة 401