كتاب المستخرج من كتب الناس للتذكرة والمستطرف من أحوال الرجال للمعرفة (اسم الجزء: المقدمة)
ورَوَى أَيْضَا عَنْ حَرْبٍ قالَ: هذا مَذْهَبُ أَئِمَّةِ العِلْمِ، وأَصحَابِ الحَدِيثِ والأَثَرِ، وأَهْلِ السُّنَّةِ المَعْرُوفِينَ بِهَا، وَهُو مَذْهَبُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وإسْحَاقَ بنِ رَاهُويه، والحُمَيْدِيِّ وغَيْرِهِم، كانَ قَوْلُهُم: إنَّ الله يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنيا كَيْفَ شَاءَ، وكَمَا شَاءَ، {لَيْسَ كَمِثْلِه شَيءٌ وَهُو السَّمِيعُ البَصِيرُ}
ورَوَى أَيْضًا عَنْ حَرْبٍ قالَ: قالَ إسْحَاقُ بنُ إبْرَاهِيمَ: لا يَجُوزُ لأَحَدٍ أنْ يَتَوهَّمَ عَلَى الخَالِقِ بِصفَاته وأَفْعَالِه تَوَهُّمَ مَا يَجُوزُ التَّفَكُّرِ والنَّظَرِ في أَمْرِ المَخْلُوقِينَ، وذَلِكَ أنَّهُ يُمْكِنُ أنْ يَكُونَ مَوْصُوفًا بالنُزُولِ كُلَّ لَيْلَةٍ إذا مَضَى ثُلُثَاهَا إلى السَّمَاءِ الدُّنيا كَمَا شَاءَ، ولاَ يُسأَلُ كَيْفَ نُزُولهُ، لأنَّهُ الخَالِقُ يَصْنَعُ كَيْفَ شَاءَ.
ثُمَّ قالَ ابنُ تَيْمِيَّةَ: (فهَذا تَلْخِيصُ مَا ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَنْدَه، مَعَ أنَّهُ اسْتَوْعَبَ طُرُقَ هذا الحَدِيثِ، وذَكَر أَلْفَاظَهُ مِثْلَ قَوْلِه: (يَنْزِلُ رَبُّنا كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيا إذا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلِ فَيَقُولُ: أنَا المَلِكُ، مَنْ ذَا الذَي يسأَلُنُي فأُعْطِيَه، مَنْ ذَا الذي يَدْعُونيِ فأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ ذَا الذِي يَسْتَغْفِرُنيِ فأَغْفِرُ لَهُ) (¬1).
19 - الرَّدُّ على مَنْ يَقُولُ: {أَلْم} حَرْفٌ، لِيَنْفِي الأَلِفَ واللَامَ والمِيمَ عَنْ كَلَامِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ)، وَهُو مَطْبُوعٌ (¬2).
¬__________
(¬1) فتاوى شيخ الإِسلام ابن تيمية 5/ 242، و292.
(¬2) طبع بتحقيق الشيخ الفاضل عبد الله بن يوسف الجديع، وصدر عن دار العاصمة بالرياض سنة 1409، ويقع في (120) صفحة مع المقدمة والفهارس.
الصفحة 90