[8] ذكر جوده على العفاة، وعفوه عن العصاة
14 - (خ، م مختصرا) - حدثنا أبو منصور، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا أبو القاسم، قال: ثنا أحمد بن عبد الوهاب، قال: ثنا أبو اليمان، قال: أنبأ شعيب، قال: ثنا أبو الزناد، عن الأعرج:
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تعالى: أنفق أنفق عليك))، وقال: ((يد الله تعالى ملأى، لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض؛ فإنه لم ينقص مما في يده، وعرشه على الماء، وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع)).
وفي رواية أخرى: ((لم يغض ما في يمينه، وبيده الأخرى القبض)).
15 - (م) - حدثنا محمد بن أحمد بن علي، قال: ثنا القاسم بن جعفر، قال: ثنا علي بن إسحاق، قال: ثنا الصغاني، قال: ثنا أبو مسهر، قال: ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني:
عن أبي ذر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن الله عز وجل أنه قال:
((يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا.
يا عبادي! إنكم الذين تخطئون بالليل والنهار، وأنا الذي أغفر الذنوب ولا أبالي؛ فاستغفروني أغفر لكم.
يا عبادي! كلكم جائع إلا من أطعمت؛ فاستطعموني أطعمكم. #24# يا عبادي! كلكم عار إلا من كسوت؛ فاستكسوني أكسكم.
يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجل منكم، لم يزد ذلك في ملكي شيئا.
يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل منكم، لم ينقص ذلك من ملكي شيئا.
يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم سألوني، فأعطيت كل إنسان منهم ما سأل لم ينقص ذلك مني شيئا، إلا كما ينقص البحر أن يغمس فيه المخيط غمسة واحدة.
يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم؛ فمن وجد خيرا فليحمد الله عز وجل، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)).
قال: فكان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبته؛ يعني إعظاما له.
قال أبو مسهر: ليس لأهل الشام أشرف من حديث أبي ذر.