كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، {لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون}، وصلواته على خير من ابتعثه للرسالة، وعلى آله وأصحابه، وعلى كافة أهل السنة والجماعة.
أما بعد:
فإن الله تعالى خلق الخلق لعبادته، فقال عز من قائل: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون. ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون}.
وأول من ابتعثه آدم أبو البشر عليه السلام، فقال: {إني جاعل في الأرض خليفة}؛ ليدل الناس على هداهم، ويدعوهم إلى اتباع ما جاءهم به من عند مولاهم، وكذلك كل من جعلهم خلائف، وأعطاهم المعارف، ابتعثهم من بعده على سمته ليتبعوه، وينتهوا إلى ما بلغوه، قال الله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه}.
ثم أثنى على من ثبت على المنهاج، وتنكب سبيل الزيغ
الصفحة 3
490