كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 1)

736 - (خ) - حدثنا سليمان، قال: ثنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم، قال: ثنا حامد بن محمد، قال: ثنا علي، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا عبد الواحد بن أيمن، قال: حدثني أبي:
عن عائشة: أنه دخل عليها يسألها عن الركعتين بعد العصر، فقالت: والذي ذهب بنفسه –تعني النبي صلى الله عليه وسلم-! ما تركهما حتى أتى الله عز وجل، حتى نقل عن الصلاة، وكان يصلي كثيرا من صلاته وهو قاعد، فقال أيمن: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ينهى عنهما، قالت: صدقت، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصليهما، ولا يصليهما في المسجد؛ مخافة أن يثقل على أمته، وكان يحب ما خفف عليهم.
737 - (خ، م) - حدثنا محمد بن أحمد بن علي، قال: ثنا أحمد بن موسى، قال: ثنا إبراهيم بن محمد، قال: ثنا عبد الله بن سليمان، قال: ثنا أحمد بن صالح، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير: #449# عن كريب: أن ابن عباس والمسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن أزهر أرسلوه إلى عائشة، فقالوا له: اقرأ عليها السلام منا جميعا، وسلها عن الركعتين بعد العصر، وقل: إنا أخبرنا أنك تصلينهما، وقد بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها.
قال ابن عباس: وكنت أضرب الناس بعد عمر بن الخطاب عليها.
قال كريب: فدخلت عليها، فبلغتها ما أرسلوني به، فقالت: سل أم سلمة، فخرجت إليهم فأخبرتهم بقولها، فردوني إلى أم سلمة بمثل ما أرسلوني به إلى عائشة، فقالت أم سلمة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنهما، ثم رأيته يصليهما؛ أما حين صلاها فإنه صلى العصر، ثم دخل علي –وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار- فصلاها، فأرسلت إليه الجارية، فقلت: قومي بجنبه، فقولي له: تقول أم سلمة: أسمعك يا رسول الله تنهى عن هاتين الركعتين، وأراك تصليهما؟ فإن أشار بيده فاستأخري عنه، ففعلت الجارية، فأشار بيده، فاستأخرت عنه، فلما انصرف قال: ((يا بنت أبي أمية! سألت عن الركعتين بعد العصر؛ إنه أتاني ناس من عبد القيس بالإسلام من قومهم، فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر، فهما هاتان)).

الصفحة 448