كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 1)

[4] كتاب الإيمان
بسم الله الرحمن الرحيم
البيان في هذا الباب كله عن أصل واحد، وهو معرفة الله تعالى، قال الله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله}.
وقد تضمن قوله هذا أصلين: المعرفة واتباع الأمر؛ لقوله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله} وبعد ما حصلت المعرفة باتباع المتبع أمر الله عز وجل تضمن اتباعه للأمر التزامه عبادة الله تعالى فرضا عليه، قال الله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
وتضمن حصول علمه بهذه الأشياء التزامه لأصلين آخرين: معرفة الكتاب الذي أنزله عز اسمه، ووجوب اتباع رسوله الذي أنزله عليه، قال الله تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، وتضمن هذا سوى طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم طاعة أولي الأمر، الذين هم القائمون بأمره، ثم ذكر سبحانه وتعالى عقيب الآية الأولى التي تلوناها: {فإن للذين ظلموا ذنوبا} الآية، ولا يكون الظلم إلا وضع الشيء في غير موضعه، وهذا الظالم الذي رعى حول الحمى، فواقعها

الصفحة 57