بالتحكم بل بدليل وضرورة ولا ضرورة ههنا ومن لا يقول به فيجوز أن يريد به الأقل وعند ذلك لا يتميز البعض المراد عما ليس بمراد ولا بد من إجماع الجميع ليعلم أن البعض المراد داخل فيه كيف وقد وردت أخبار تدل على قلة أهل الحق حيث قال صلى الله عليه وسلم وهم يومئذ الأقلون وقال صلى الله عليه وسلم:" سيعود الدين غريبا كما بدا غريبا" وقال تعالى { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} ]العنكبوت: من الآية63[وقال تعالى :{ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} ]سبأ: من الآية13[وقال تعالى { كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ } ]البقرة: من الآية249[وإذا لم يكن ضابط ولا مرد فلا خاص إلا باعتبار قول الجميع
الدليل الثاني : إجماع الصحابة على تجويز الخلاف للآحاد فكم من مسألة قد انفرد فيها الآحاد بمذهب كانفراد ابن عباس بالعول فإنه أنكره
فإن قيل: لا بل أنكروا على ابن عباس القول بتحليل المتعة وأن الربا في النسيئة وأنكرت عائشة على ابن أرقم مسألة العينة وأنكروا على أبي موسى الأشعري قوله النوم لا ينقض الوضوء وعلى أبي طلحة القول بأن أكل البرد لا يفطر وذلك لانفرادهم به.