كتاب المستصفى للغزالي - الرسالة (اسم الجزء: 1)

الشبهة الثانية : إن مخالفة الواحد شذوذ عن الجماعة وهو منهي عنه فقد ورد ذم الشاذ وأنه كالشاذ من الغنم عن القطيع.
قلنا: الشاذ عبارة عن الخارج عن الجماعة بعد الدخول فيها ومن دخل في الإجماع لا يقبل خلافه بعده وهو الشذوذ أما الذي لم يدخل أصلا فلا يسمى شاذا .
فإن قيل: فقد قال عليه السلام:" عليكم بالسواد الأعظم فإن الشيطان مع الواحد وهو عن الاثنين أبعد" قلنا: أراد به الشاذ الخارج على الإمام بمخالفة الأكثر على وجه يثير الفتنة وقوله وهو عن الاثنين أبعد أراد به الحث على طلب الرفيق في الطريق ولهذا قال عليه السلام والثلاثة ركب
وقد قال بعضهم: قول الأكثر حجة وليس بإجماع
وهو متحكم بقوله أنه حجة إذ لا دليل عليه.
وقال بعضهم مرادي به أن اتباع الأكثر أولى
قلنا: هذا يستقيم في الأخبار وفي حق المقلد إذا لم يجد ترجيحا بين

الصفحة 350