كتاب المستصفى للغزالي - الرسالة (اسم الجزء: 1)

نقول صار كلية الباقين مشكوكا فيها
هذا تمام الكلام في الركن الأول
الركن الثاني في نفس الإجماع
ونعني به: اتفاق فتاوى الأمة في المسألة في لحظة واحدة انقرض عليه العصر أو لم ينقرض أفتوا عن اجتهاد أو عن نص مهما كانت الفتوى نطقا صريحا
وتمام النظر في هذا الركن ببيان أن السكوت ليس كالنطق وأن انقراض العصر ليس بشرط وأن الإجماع قد ينعقد عن اجتهاد
فهذه ثلاث مسائل:
مسألة :الإجماع السكوتي
إذا أفتى بعض الصحابة بفتوى وسكت الآخرون لم ينعقد الإجماع ولا ينسب إلى ساكت قول
وقال قوم :إذا انتشر وسكتوا فسكوتهم كالنطق حتى يتم به الإجماع
وشرط قوم: انقراض العصر على السكوت
وقال قوم: هو حجة وليس بإجماع وقال قوم ليس بحجة ولا إجماع ولكنه دليل تجويزهم الاجتهاد في المسألة .
والمختار أنه ليس بإجماع ولا حجة ولا هو دليل على تجويز الاجتهاد في المسألة إلا إذا دلت قرائن الأحوال على أنهم سكتوا مضمرين الرضا وجواز

الصفحة 358