وتعارضه الآية الأولى
ثم لا حجة فيها إذ قال: {أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } فوجب بما أوحي إليه لا بما أوحي إلى غيره وقوله { أَنِ اتَّبِعْ} أي افعل مثل فعله وليس معناه كن متبعا له وواحدا من أمته كيف والملة عبارة عن أصل الدين والتوحيد والتقديس الذي تتفق فيه جميع الشرائع ولذلك قال تعالى{ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاًَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} ]البقرة: من الآية130[ولا يجوز تسفيه الأنبياء المخالفين له
ويدل عليه أنه لم يبحث عن ملة إبراهيم وكيف كان يبحث مع اندراس كتابه وأسناد أخباره
الآية الثالثة:قوله تعالى {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً}] الشورى: من الآية13[ وهذا يتمسك به من نسبه إلى نوح عليه السلام
وهو فاسد، إذا تعارضه الآيتان السابقتان.
ثم الدين عبارة عن أصل التوحيد وإنما خصص نوحا بالذكر تشريفا له وتخصيصا ومتى راجع رسول الله صلى الله عليه وسلم تفصيل شرع نوح وكيف أمكن ذلك مع أنه أقدم الأنبياء وأشد الشرائع اندراسا كيف وقد قال تعالى {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً} ]الشورى: من الآية13[ فلو قال شرع لنوح ما وصاكم به لكان ربما دل هذا على غرضهم وأما هذا فيصرح بضده
الآية الرابعة: قوله تعالى {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ} ]المائدة: من الآية44[ المائدة الآية وهو أحد الأنبياء فليحكم بها
واستدل بهذا من نسبه إلى موسى عليه السلام
وتعارضه الآيات السابقة