آخر ونقل المزني عنه ذلك وأن العمل على الأدلة التي بها يجوز للصحابة الفتوى
وهو الصحيح المختار عندنا إذ كل ما دل على تحريم تقليد العالم للعالم كما سيأتي في كتاب الاجتهاد لا يفرق فيه بين الصحابي وغيره
فإن قيل: كيف لا يفرق بينهم مع ثناء الله تعالى وثناء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ } ]النساء: من الآية59[وقال تعالى {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ } ] الفتح: من الآية18[وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خير الناس قرني " وقال صلى الله عليه وسلم :"أصحابي كالنجوم " إلى غير ذلك
قلنا: هذا كله ثناء يوجب حسن الاعتقاد في علمهم ودينهم ومحلهم عند الله تعالى ولا يوجب تقليدهم لا جوازا ولا وجوبا فإنه صلى الله عليه وسلم أثنى أيضا على آحاد الصحابة ولا يتميزون عن بقية الصحابة بجواز التقليد أو وجوبه كقوله صلى الله عليه وسلم: "لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان العالمين لرجح إيمان أبي بكر " وقال صلى الله عليه وسلم :"إن الله قد ضرب بالحق على لسان عمر وقلبه، يقول الحق وإن كان مرا " وقال لعمر " والله ما سلكت فجا إلا سلك الشيطان فجا غير فجك" وقال في قصة أسارى بدر حيث نزلت الآية على وفق رأي عمر: "لو نزل بلاء من السماء ما نجا منه إلا عمر" وقال صلوات الله عليه " إن منكم لمحدثين وإن عمر لمنهم " وكان علي رضي الله عنه وغيره من الصحابة يقولون "ما كنا نظن إلا أن ملكا بين عينيه يسدده وأن ملكا ينطق على