كتاب المستصفى للغزالي - الرسالة (اسم الجزء: 1)

قضينا به فحاصله استعمال مصلحة في تخصيص عموم وذلك لا ينكره أحد
فإن قيل: رب ساع في الأرض بالفساد بالدعوة إلى البدعة أو بإغراء الظلمة بأموال الناس وحرمهم وسفك دمائهم بإثارة الفتنة والمصلحة قتله لكف شره فماذا ترون فيه.؟
قلنا: إذا لم يقتحم جريمة موجبة لسفك الدم فلا يسفك دمه إذ في تخليد الحبس عليه كفاية شره فلا حاجة إلى القتل فلا تكون هذه المصلحة ضرورية
فإن قيل :إذا كان الزمان زمان فتنة ولم يقدر على تخليد الحبس فيه مع تبدل الولايات على قرب فليس في إبقائه وحبسه إلا إيغار صدره وتحريك داعيته ليزداد في الفساد والإغراء جدا عند الإفلات
قلنا: هذا الآن رجم بالظن وحكم بالوهم فربما لا يفلت ولا تتبدل

الصفحة 423