كتاب أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم ودلالتها على الأحكام الشرعية (اسم الجزء: 1)

وروي مثله عن أم سلمة. فقد سأل عمر بن أبي سلمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيقبِّل الصائم؟ قال: "سل هذه الأم سلمة. فأخبرته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل ذلك (١).
٥ - حديث عائشة، أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل. وعائشة جالسة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأفعل هذا أنا وهذه ثم نغتسل" (٢).

ثالثاً: دليل الإجماع
نجد الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم من التابعين والأئمة، قد ورد عنهم ما لا يكاد يُحصى كثرة، الاحتجاج بالسنة العملية.
والذي عن الصحابة من ذلك صنفان:
الأول: القول الصريح الناطق بأن أفعال النبي - صلى الله عليه وسلم - حجة.
والثاني: الاحتجاج عمليّاً بالفعل النبوي.

فمن النوع الأول:
١ - أن أبا بكر رضي الله عنه جاءته فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تسأله ميراثها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال أبو بكر: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا نورث، ما تركنا صدقة" إنما يأكل آل محمد في هذا المال، وإني والله لا أدع أمراً رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنعه فيه إلا صنعته (٣) وفي رواية قال أبو بكر: لست تاركاً شيئاً كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعمل به إلا عملته، وإني أخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ (٤).
٢ - حديث عمر، قال له يعلى بن أمية: ألا تستلم هذين؟ يعني الركنين من
---------------
(١) مسلم (نيل الأوطار ٤/ ٢٢٣)
(٢) مسلم (نيل الأوطار ١/ ٢٤٢)
(٣) أحمد في المسند ١/ ٤
(٤) أحمد في المسند ١/ ٦

الصفحة 198