كتاب أمالي القالي (اسم الجزء: 1)

فحلبت الغنم.
وتقول: إن كنت كذوباً فشربت غبوقا بارداً، أى ذهب لبنك فشربت الماء البارد، والغبوق: ما اغتبقت حارا بالعشى،
وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرٍ للشماخ:
إذا ما استافهن ضربن منه ... مكان الرمح من أنف القدوع
فقد جعلت ضغائنهن تبدو ... بما قد كان نال بلا شفيع
استافهن: شمهن، يعنى الحمار، فإذا فعل ذلك ضربن منه أعلى خيشومه، وهو مكان الرمح إذا قدعت به أنف الفرس، لأنهن قد حملن منه.
والقدوع: الذى يقدع ويرد بالرمح، وهو أن يرفع رأسه من عزة نفسه، أو من فرقٍ، أو لا يرضى للفحلة فيضرب أنفه وينحى عَنِ الطروقة، وهو وإن كان يقدع فهو قدوع، كما قالوا لما يحلب ويركب: حلوبة وركوبة.
وضغائنهن: ما فِي قلوبهن، أى كن يمكنه ولا يحتاج إِلَى شفيع، فلما حملن أبدين ضغائنهن المخبوءة
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الحسن الأسدى، قَالَ: كتب أحمد بن المعذل إِلَى أخيه عبد الصمد بن المعذل: إنى أرى المكروه من حيث يرتجى المحبوب، وقد شمل عرك وعم أذاك، وصرت فيك كأبى الابن العاق، إن عاش نغصه، وإن مات نقصه، وقد خشنت بقلبٍ جيبه لك ناصح والسلام.
فكتب إليه عبد الصمد:
أطاع الفريضة والسنة ... فتاه عَلَى الإنس والجنه
كأن لنا النار من دونه ... وأفرده الله بالجنة
وينظر نحوى إذا زرته ... بعين حماةٍ إِلَى كنه
وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس أحمد بن يحيى النحوى، للأضبط بن قريع، وقَالَ: وبلغنى أن هذه الأبيات قيلت قبل الإسلام بدهر طويل وهى: لكل هم من الهموم سعه ... والمسى والصبح لا فلاح معه
ما بال من سره مصابك لا ... يملك شيئاً من أمره وزعه

الصفحة 107