كتاب أمالي القالي (اسم الجزء: 1)

وأنشدنا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: أنشدنى أبى:
دع ذكرهن فما تزال تشبه ... ورقاء تركب حانياً ميادا
تدعو حمائم أيكةٍ بهديلها ... يخضعن حين يجبنها الأجيادا
يا ويحهن حمائما هجين لي ... شوقا يكاد يصدع الأكبادا
وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن دريد، قَالَ: أنشدنا أَبُو حاتم، عَنِ الأصمعى، لحميد بن ثور ولم يروه الأصمعى فِي شعر حميد:
إذا نادى قرينته حمام ... جرى لصبابتي دمع سفوح
يرجع بالدعاء عَلَى غصون ... هتوف بالضحى غرد فصيح
هفا لهديله منى إذا ما ... تغرد ساجعاً قلب قريح
فقلت حمامة تدعو حماما ... وكل الحب نزاع طموح
وأنشدنى أَبُو بَكْرٍ:
كاد يبكى أو بكى جزعا ... من حمامات بكين معا
ذكرته عيشةً سلفت ... قطعت أنفاسه قطعا
وأنشدني أَبُو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوى، قَالَ: أنشدنى أَبُو العباس محمد بن يزيد الثمالى، لعوف بن محلم:
ألا يا حمام الأيك إلفك حاضر ... وغصنك مياد ففيم تنوح
أفق لا تنح من غير شىء فإننى ... بكيت زمانا والفؤاد صحيح
ولوعا فشطت غربةً دار زينبٍ ... فها أنا أبكى والفؤاد جريح
وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بن دريد، قَالَ: خرجنا من عمان فِي سفر لنا فنزلنا فِي أصل نخلة، فنظرت فإذا فاختتان تزقوان فِي فرعها، فقلت:
اقول لورقاوين فِي فرع نخلةٍ ... وقد طفل الإمساء أو جنح العصر
وقد بسطت هاتا لتلك جناحها ... ومال عَلَى هاتيك من هذه النحر
ليهنكما أن لم تراعا بفرقةٍ ... وما دب فِي تشتيت شملكما الدهر
فلم أر مثلى قطع الشوق قلبه ... على أنه يحكي قساوته الصخر

الصفحة 133