كتاب أمالي القالي (اسم الجزء: 1)

وروي ابن الأنبارى:
ضعيف الموالى مسلم بجريرة ... له بعد نومات العيون عويل
يقول له الحداد أنت معذب ... غداة غدٍ أو مسلم فقتيل
بأعظم منى روعةً يوم راعنى ... فراق حبيبٍ ما إليه سبيل
وروى ابن الأنبارى: بأوجع منى لوعةً:
غداة أسير القصد ثم يردنى ... عَنِ القصد لوعات الهوى فأميل
وروى ابن الأنبارى: غداة أريد القصد، وروي: ميلات الهوى فأميل.
ثم قام هاربا وتركنى، فعدت بعد ذلك مرارا فلم أراه، فأخبرت أنه قد مات.
وأنشد الأخفش:
أقول لمقلتي يوم التقينا ... وقد شرقت مآقيها بماء
خذن اليوم من نظرٍ بحظٍ ... فسوف توكلين إِلَى البكاء
وأنشدنا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس أحمد بن يحيى، لابن أبى مرة المكى:
ساعة ولى شمت العاذل ... أذاك منه الفرج العاجل
لم أنس إذ ودعته والتقى ... ذا البدن الناعم والناحل
كأنما جسمى عَلَى جسمه ... غصنان ذا غض وذا ذابل
يا رب ما أطيب ضمى له ... إلى لولا أنه راحل
وأنشدنا أحمد بن يحيى، قَالَ: أنشدنا أبى، قَالَ: أنشدنا الجاحظ عمرو بن بحر:
أزف البين المبين ... قطع الشك اليقين
حنت العبس فأبكا ... نى من العيس الحنين
لم أكن، لا كنت، أدرى ... أن ذا البين يكون
علمونى كيف أشتاق ... إذا خف القطين
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس أحمد بن يحيى النحوى، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن شيب، قَالَ: أتيت الزبير لأودعه وأخرج من المدينة، فقَالَ لى: بلغنى أنك لما أتيت هشام بن إبراهيم لتودعه قَالَ: لا أودعك حتى أغنيك:

الصفحة 163