كتاب أمالي القالي (اسم الجزء: 1)

وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد للحسين بن مطير الأسدى، وفى نوادر ابن الأعرابى، وفى الروايتين زيادة ونقصان، وأنا آتى بهما إن شاء الله تعالى:
لقد كنت جلداً قبل أن توقد النوى ... علي كبدي بارًا بطيئاً خمودها
ولو تركت نار الهوى لتضرمت ... ولكن شوقاً كل يوم يزيدها
وقد كنت أرجو أن تموت صبابتى ... إذا قدمت أيامها وعهودها
فقد جعلت فِي حبة القلب والحشا ... عهاد الهوى تولى بشوق يعيدها
لمرتجة الأطراف هيف خصورها ... عذاب ثناياها عجافٍ قيودها
بسودٍ نواصيها وحمرٍ أكفها ... وصفرٍ تراقيها وبيضٍ خدودها
وروى ابن الأنبارى:
وصفر تراقيها وحمر أكفها ... وسود نواصيها وبيض خدودها
مخصرة الأوساط زانت عقودها ... بأحسن مما زينتها عقودها
يمنيننا حتى ترف قلوبنا ... رفيف الخزامى بات طل يجودها
وفيهن مقلاق الوشاح كأنها ... مهاة بتربان طويل عقودها
يريد: موضع العقود، وهو العنق.
قَالَ: وقوله:
ولو تركت نار الهوى لتضرمت
أجود، لأنها تضرم وحدها، فكيف إذا زادها غيرها وأوقدها! وقرأت عليه لابن ميادة:
كأن فؤادى فِي يدٍ ضبثت به ... محاذرةً أن يقضب الحبل قاضبه
وأشفق من وشك الفراق وإننى ... أظن لمحمول عليه فراكبه
فوالله ما أدرى أيغلبنى الهوى ... إذا جد جد البين أم أنا غالبه
فإن أستطع أغلب وإن يغلب الهوى ... فمثل الذى لاقيت يغلب صاحبه
وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس أحمد بن يحيي النحوي:
قد قلت والعبرات ... تسفحها عَلَى الخد المآقي

الصفحة 165