كتاب أمالي القالي (اسم الجزء: 1)

حين انحدرت إِلَى الجزيرة ... وانقطعت عنِ العراق
وتخبطت أيدي الرفاق ... مهامه البيد الرقاق
يا بؤس من سل الزمان ... عليه سيفاً للفراق
وأنشدنا أيضا، قَالَ: أنشدنا أَبُو الحسن بن البراء، قَالَ: أنشدنى ابن غالب:
ذكر الحبيب حبيبه ففؤاده ... مثل الجناح من الصبابة يخفق
عمرا زمانا يكتمان هواهما ... وكلاهما بادى الهوى متشوق
حتى إذا اجتمعنا بأحسن ... ألفةٍ ما منهما فِي وده متخلق
كر الزمان عليهما بفراقه ... وكذاك لم يزل الزمان يفرق
وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ التاريخى، قَالَ: أنشدنى البحترى لنفسه:
الله رك فِي انطلاقك ... تلقاء شامك أو عراقك
لا تعذلني فِي مسيرك ... يوم سرت ولم ألاقك
إنى خشيت مواقفا ... للبين تسفح غرب ماقك
وعلمت ما يلقي المتيم ... عند ضمك واعتناقك
وعلمت أن لقاءنا ... سب اشتياقي واشتياقك
فتركت ذاك تعمدا ... وخرجت أهرب من فراقك
وقرأ أَبُو غانم الكاتب عَلَى أبى عبد الله نفطويه فِي المسجد الجامع بالمدينة قبل الصلاة وأنا أسمع لتوبة بن الحمير:
قَالَت مخافة بيننا وبكت له ... فالبين مبعوث عَلَى المتخوف
لو مات شىء من مخافة فرقةٍ ... لأماتنى للبين طول تخوفى
ملأ الهوى قلبى فضقت بحمله ... حتى نطقت به بغير تكلف
وقرأ عليه:
راعك البين والمشوق يراع ... حين قالوا تشتت وانصداع
لست أنسى مقالها يوم ولت ... وقصارى المشيعين الوداع

الصفحة 166