كتاب أمالي القالي (اسم الجزء: 1)

فأردت أن أسأله، فقَالَ لى أَبُو زيد: دعنى فأنا أعرف بسؤاله منك، فقَالَ: يا أعرابى، كيف تقول: رعدت السماء وبرقت، أو أرعدت وأبرقت؟ فقَالَ: رعدت وبرقت، فقَالَ أَبُو زيد: فكيف تقول للرجل من هذا؟ فقَالَ: أمن الجخيف تريد؟ ، يعنى التهدد، قلت: نعم، فقَالَ أقول: رعد وبرق وأرعد وأبرق.
وتخزوني: تقهرنى وتسوسنى، وقَالَ يعقوب: خزوته: قهرته.
والمداجاة: المساترة، قَالَ الأصمعى: دجا الليل يدجو إذا ألبس كل شيء، وأنشد غيره:
فما شب عمرو غير اغتم فاجرٍ ... أبى مذ دجا الإسلام لا يتحنف
يعنى: ألبس كل شيء.
قَالَ بعض العرب: ترى الحبارى الصقر فينتفش ريشها، فاذا سكن روعها دجا ريشها، أى ركب بعضه بعضا.
وقيل لأعرابى: بأى شيء تعرف حمل الشاة؟ فقَالَ: بأن تستفيض خاصرتاها، وتدجو شعرتها، ويحشف حياؤها.
وقوله: غفيرة، أي غفران، والعرب تقول: ليس فيهم غفيرة، أى لا يغفرون.
ويقَالَ: جاءوا جما غفيرا والجماء الغفير.
والغفر: زئبر الثوب، والغفر: الشعر الذى عَلَى ساق المرأة، والغفر: منزل من منازل القمر، كلها مسكنة الفاء مفتوحة الغين.
والغفر: ولد الأروية، والجمع أغفار.
والغفارة: السحابة تراها كأنها فوق السحابة، والغفارة: الجلدة التى تكون عَلَى رأس القوس فِي الحز يجرى عليها الوتر، والغفارة: خرفة تلبسها المرأة تحت مقنعتها توقى بها الخمار من الدهن.
ويقَالَ: غفر الرجل يغفر غفرا إذا برأ من مرضه، وغفر إذا نكس، قَالَ الشاعر:
خليلى إن الدار غفر لذى الهوى ... كما يغفر المحموم أو صاحب الكلم
وغفر الجرح يغفر غفرا إذا فسد، وغفر الرجل المتاع فِي الوعاء يغفر غفرا، ويقَالَ: اصبغ ثوبك بالسواد فإنه أغفر للوسخ، أى أغطى له.
وقَالَ الأصمعى: نشطت العقدة: عقدتها، وأنشطتها: حللتها.
وأما قوله: ولا تلقحوا العون، فإنما هو مثل، وأصله فِي الإبل، يُقَال: لقحت الناقة إذا حملت وألقحها الفحل، ثم ضرب ذلك مثلا للحرب إذا ابتدأت.
والعون: جمع عوان وهي الثيب، يُقَال للحرب: عوان إذا كان قد قوتل فيها مرة بعد مرة.
وتؤرثوا: تذكوا، قَالَ أَبُو زيد: يُقَال:

الصفحة 97