كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 1)

وتلا بالعشر على أبي الفتح بن شيطا، وأخذ العربية عن أبي القاسم بن برهان، وأخذ علم العقليات عن شيخي الاعتزال أبي علي بن الوليد، وأبي القاسم بن التبَّان صاحبي أبو الحسين البصري، فانحرف عن السنة.
وحدث عنه: أبو حفص المغازلي، وأبو المعمر الأنصاري، ومحمد بن أبي بكر السنجي، وأبو بكر السمعاني، وأبو طاهر السلفي، وأبو الفضل خطيب الموصل، وابن ناصر، وآخرون.
قال ابن عقيل: عصمني اللَّه في شبابي بأنواع من العصمة، وقصر محبتي على العلم، وما خالطت لعابا قط، ولا عاشرت إلا أمثالي من طلبة العلم، وأنا في عمر الثمانين أجد من الحرص على العلم أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين، وبلغت لاثنتي عشرة سنة، وأنا اليوم لا أرى نقصا في الخاطر والفكر والحفظ، وحدة النظر بالعين لرؤية الأهلة الخفية إلا أن القوة ضعيفة.
قال ابن الجوزي: هو فريد فنه، وإمام عصره، كان حسن الصورة، ظاهر المحاسن، ديِّنًا حافظا للحدود، توفي له ابنان، فظهر منه من الصبر ما يتعجب منه، وكان كريمًا ينفق ما يجد، وما خلف سوى كتبه وثياب بدنه.
اشتغل بمذهب المعتزلة في حداثته على ابن الوليد، فأراد الحنابلة قتله، فاستجار بباب المراتب عدة سنين، ثم أظهر التوبة.
قال الذهبي: وكان يتوقد ذكاء، وكان بحر معارف، وكنز فضائل، لم يكن له في زمانه نظير على بدعته.
توفي في يوم الجمعة ثاني عشر جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وخمسمائة (¬1).
¬__________
(¬1) "طبقات الحنابلة" 3/ 482، "المنتظم" 9/ 212، "سير أعلام النبلاء" 19/ 443، "ذيل طبقات الحنابلة" 1/ 316.

الصفحة 138