كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 1)

المبحث الثالث: أصحاب الإمام أحمد
ظهور الإمام أحمد في الرواية، ونَهمهُ فيها وفي فقهها، جعل عنده ظاهرة الاستزادة من الرواية، والسماع -يظهر هذا في كثرة شيوخه- واتجهت إليه أنظار الطلاب من الآفاق الذين يبلغون في درسه أكثر من خمسمائة ما منهم إلا ومعه محبرة، فضلًا عن كثرة المستمعين، حتى كان يقيم في درسه المستملين، والسائلين المستفتين، مما جعل الرواية وفقهها يسيران في حلقات درسه على قدم التساوي.
ومن هنا دوَّن الأصحاب المسائل عنه، وتابعوه، وتتبعوا علمه، ووطئوا عقبه، واعتنوا بأقواله، وأفعاله، غاية العناية، حتى فاق أقرانه، ولم يدرك من بعده مكانه، في تدوين "المسائل" عنه في الفقه، والأصول، والاعتقاد، وسائر أبواب الدين، فصار طلابه بهذا أعلامًا، في زمانهم، وبناة لعلم شيخهم، ومؤسس مدرستهم: "مدرسة فقه الدليل" (¬1).
وسنتعرف في هذا المبحث على أصحاب الإمام أحمد الذين رووا عنه فقهه ومسائله، وقد ذكرناهم حسب تاريخ الوفاة:

* التعريف بأصحاب الإمام أحمد (¬2)
معروف بن الفيرزان الكرخي (ت 200 هـ)، يزيد بن هارون أبو خالد الواسطي (ت 206 هـ)، عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211 هـ)، أحمد بن جعفر الوكيعي (ت 215 هـ)، أحمد بن داود أبو سعيد الحداد الواسطي (ت 221 هـ)، الحكم بن نافع أبو اليمان (ت 222 هـ)،
¬__________
(¬1) "المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل" الشيخ بكر أبو زيد 1/ 138.
(¬2) وسنذكر تراجمهم وأهم مؤلفاتهم في المجلد التالي.

الصفحة 74