كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 1)

التزمه ورجع به وكأنه في رواية بتذكير الضمير وهي للكفر أو للقول وأنثه هنا حيث قال (بها) أي بالكلمة (أحدهما) قال في النهاية (¬1): لأنه إما أن يَصْدُق عليه وإما أن يَكْذِب فإن صَدَق فهو كما قال وإن كذب عاد عليه الكفر بتكفيره أخاه المسلم. انتهى. وليس المراد أنه يصير كافرًا بقوله له ذلك خارجًا عن ملة الإِسلام كالمرتد وإنما المراد أنه يأثم بتلك الكلمة ويرجع عليه وبالها وتقدم كلام النهاية (¬2) أن الكفر على أنحاء أربعة (م (¬3) عن عمر).

474 - " إذا أكل أحدكم طعامًا فليذكر اسم الله، فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل: "بسم الله على أوله وآخره" (د ت ك عن عائشة (صح) ".
(إذا أكل أحدكم طعامًا فليقل (¬4) بسم الله) تقدم الكلام عليه مستوفى (فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل: بسم الله على أوله وآخره) فيه بيان أنه إذا أطلق الأمر بذكر اسم الله يراد به هذا اللفظ فقط وفيه أن بركة التسمية تنعطف على أول الطعام الناسي إذا ذكرها إذ هي فائدة قوله أوله مع أنه قد نفد وتقدم الكلام في التسمية موسعًا (د ت (¬5) ك عن عائشة) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ وصحَّحه الحاكم.

475 - "إذا أكل أحدكم طعاما فليقل: "اللهم بارك لنا فيه، وأبدلنا خيرا منه" وإذا شرب لبنا فليقل: "اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه" فإنه ليس بشيء
¬__________
(¬1) النهاية (4/ 340).
(¬2) النهاية (4/ 186).
(¬3) أخرجه مسلم (60).
(¬4) في المطبوعة: (فليذكر اسم الله).
(¬5) أخرجه أبو داود (3767) والترمذي (1858) وقال: حسن صحيحٌ، والحاكم (4/ 180) وقال: صحيح الإسناد. وأحمد (1/ 265) والنسائي في السنن الكبرى (10112).
وصححه الألباني في صحيح الجامع (380) وفي الإرواء (1965).

الصفحة 590