كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 1)

كالتصافح وفي النهاية (¬1): المصافحة مفاعلة من إلصاق صفح الكف بالكف وإقبال الوجه بالوجه. انتهى.
قلت: وذلك بعد رد السلام لما يأتي من حديث عائشة: "كان إذا لقيه أصحابه لم يصافحهم حتى يسلم عليهم". (وحمدا الله واستغفرا غفر لهما) بسبب المصافحة والحمد والاستغفار، وهذه فائدة جليلة في ملاقاة المسلمين لمن فعلها، وأما تقبيل اليد فليس من مسمى المصافحة (د عن البراء) ابن عازب (¬2) رمز المصنف لحسنه وقال المنذري: إسناده مضطرب. وفي إسناده ضعف.

485 - "إذا التقى المسلمان فسلم أحدهما على صاحبه كان أحبهما إلى الله أحسنهما بشرا بصاحبه، فإذا تصافحا أنزل الله عليهما مائة رحمة للبادئ تسعون، وللمصافح عشرة الحكيم، وأبو الشيخ عن عمر (ض) ".
(إذا التقى المسلمان فسلم أحدهما على صاحبه كان أحبهما إلى الله أحسنهما بشرًا) بكسر الموحدة وسكون الشين المعجمة أي طلاقة وبشاشة (بصاحبه فإذا تصافحا) فيه دليل على تقديم السلام على المصافحة (أنزل الله عليهما مائة رحمة للبادي) بالسلام أو المصافحة أو أيهما (تسعون) لفضل بدايته (وللمصافح) بفتح الفاء ويصح كسرها وفيه أنه أريد بالبادي بالمصافحة (عشرة) لم يذكر التمييز فيهما وكأن المراد حسنه أو درجة أو جزاء والأول أظهرها (الحكيم وأبو الشيخ عن عمر) رمز المصنف لضعفه (¬3).
¬__________
(¬1) النهاية (3/ 34).
(¬2) أخرجه أبو داود (5211)، وقول المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 290) وفي الإسناد أبو بلج -واسمه يحيى بن سليم- ويقال أبو صالح قال ابن معين ثقة وقال البخاري فيه نظر وضعفه الأمام أحمد وقال وروى حديثًا منكرًا، انظر الميزان (7/ 188) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (397) وفي السلسلة الضعيفة (2344).
(¬3) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (3/ 12) وأبو الشيخ كما في الكنز (25245) وكذلك البزار=

الصفحة 597