ياقوتِ الجنةِ طَمسَ اللهُ نورَهما، ولولا ذلكَ لأَضاءَا (¬1) ما بينَ المشرقِ» .
173- حدثنا يحيى: حدثنا يحيى بنُ سليمانَ بنِ نضلةَ الخزاعيُّ: حدثنا عبدُالعزيزِ بنُ محمدٍ الدَّراورديُّ: عن داودَ بنِ صالحٍ التمارِ، عن أبيه، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ أنَّه حدَّثَ،
أنَّ يهودياً قدمَ زمانَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بثلاثينَ حِمْلِ شعيرٍ وتمرٍ، فسَعَّرِ مُداً بمدِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بدرهمٍ وليسَ في الناسِ طعامٌ يومَئذٍ غيرُه وقد أصابَ الناسَ جوعٌ لا يَجدونَ فيه طعاماً، فأَتى الناسُ رسولَ اللهِ يَشْكون إليه ذلكَ، فقالَ رسولُ اللهِ: «لألقانَّ (¬2) اللهَ عزَّ وجلَّ مِن قبلِ أَن أُعطيَ أحداً مِن مالِ أحدٍ شيئاً بغيرِ طيبِ نفسِهِ، إنَّما البيعُ عن تَراضٍ، ولكنْ عليكُم في بيعِكم خصالٌ أذكُرُها / لكم: لا تَظاعَنوا ولا تَناجَشوا ولا تَحاسَدوا، ولا يَسُم المرءُ على سَوْمِ أَخيهِ، ولا يخطُب الرجلُ على خُطبةِ أَخيهِ، ولا تلَقَّوا شيئاً مِن السلَعِ حتى تقدمَ سُوقَكم، ولا يَبيع حَاضرٌ لبادٍ، والبيعُ عن تَراضٍ، وكُونوا عبادَ اللهِ إخواناً» (¬3) .
¬__________
(¬1) عليها في الأصل علامة التضبيب. وفي أكثر المصادر: لأضاءتا.
والحديث أخرجه الترمذي (878) ، وأحمد (2/ 213، 214) ، وابن حبان (3710) ، وابن خزيمة (2732) ، والحاكم (1/ 456) من طريق رجاء أبي يحيى به.
وروي موقوفاً، قال أبوحاتم في «العلل» (1/ 300) : وهو أشبه، ورجاء شيخ ليس بالقوي.
وسيأتي من طريقه (1135) ، ومن طريق أخرى عن مسافع (2048) .
(¬2) عند البيهقي: لألقين، وعند ابن حبان: لا ألقين.
(¬3) أخرجه البيهقي (6/ 17) من طريق المخلص مختصراً إلى قوله: عن تراض.
وأخرجه ابن حبان (4967) من طريق الدراوردي بطوله.
وعند ابن ماجه (2185) منه: إنما البيع عن تراض.