كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 1)

من السؤر بالهمز وهو بقية الشراب وغيره (¬1)، والله أعلم.
قوله: "أما في طهارة الحدث فبالإجماع" (¬2) قد ينكر عليه؛ لأنه إن أراد به إجماع الشافعي وأبي حنيفة لم يستقم؛ لما عرف من خلاف أبي حنيفة في النبيذ (¬3) على أن الإجماع بهذا (¬4) المعنى إنما يستعمل في علم الخلاف دون علم المذهب. وإن أراد إجماع الأمة فلا يستقيم أيضاً لما ذكرناه، ولأن ابن أبي ليلى (¬5)
¬__________
(¬1) قال الإمام النووي - بعد أن نقل كلام ابن الصلاح السابق في كلمة سائر: "وقد استعمل الغزالي - رحمه الله تعالى - سائر بمعنى الجميع في مواضع كثيرة في الوسيط، وهي لغة صحيحة ذكرها غير الجوهري، لم ينفرد بها الجوهري بل وافقه عليها الإمام أبو منصور الجواليقي في أول كتابه شرح أدب الكاتب: أن سائر بمعنى الجميع، واستشهد على ذلك، وإذا اتفق هذان الإمامان على نقلها فهي لغة ... " تهذيب الأسماء واللغات (3/ 1/ 140)، وراجع التنقيح (ل10/ ب)، المطلب العالي (1/ ل6/ أ).
(¬2) الوسيط: (1/ 297)، وقبله: والطهورية مختصة بالماء من بين سائر المائعات، أما في طهارة ... الخ.
(¬3) لأبي حنيفة ثلاث روايات في نبيذ التمر: أحدها: جواز الوضوء به في السفر لمن فقد الماء. والثانية: يجمع بين الوضوء به والتيمم. والثالثة: رجع عن ذلك وقال: لا يتوضأ به ولكنه يتيمم. انظر: مختصر الطحاوي (ص 15)، المبسوط للسرخسي (1/ 88)، بدائع الصنائع للكاساني (1/ 15)، الدر المختار مع حاشيته لابن عابدين (1/ 325 - 326).
(¬4) في (أ): في هذا.
(¬5) الإمام العلامة القاضي أبو عبد الرحمن محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي الفقيه، قاضي الكوفة، روى عن أخيه عيسى ونافع مولى ابن عمر وغيرهما، ومات أبوه وهو صبي، كان نظيراً للإمام أبي حنيفة في الفقه، غير أنه كان كثير الخطأ في الحديث، توفي سنة (148 هـ). انظر ترجمته في: طبقات ابن سعد (6/ 358)، تهذيب الأسماء واللغات (3/ 294)، السير (6/ 310) تهذيب التهذيب (9/ 301).

الصفحة 10