كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 1)

الأمة، فيبقى إجماع الإمامين صالحاً لأنّ يحمل كلامه عليه، ووجدت فيما علق عنه من لفظه في تدريسه "للوسيط" (¬1) ما يدل على أن مراده به إجماع الإمامين (¬2)، إلا أن قوله في "البسيط" (¬3): "اتفقت الفِرق على ذلك" يشعر بأن مراده ههنا أيضاً إجماع الأمة فيبطله خلاف ابن أبي ليلى إن صحّ عنه (¬4). ولما كنت بخراسان (¬5) - حرسها الله وسائر بلاد الإسلام وأهله - وقفت على "تعليق للوسيط" (¬6) علَّقه عن الإمام الغزالي - رحمه الله وإيَّانا - فاضل من أصحابه يقال له: خلف بن أحمد (¬7)، بلغني أنه مات قبله، علَّقه من لفظ المصنف في تدريسه له بعد رجوعه إلى بلاده، وفيه بسط لفظٍ، وجودة ضبطٍ، فعلقت منه أشياء
¬__________
(¬1) في (أ): في الوسيط.
(¬2) انظر: المطلب العالي (1/ ل 6/ ب).
(¬3) انظر: (1/ل 2/ أ).
(¬4) سقط من (ب)، وراجع المجموع (1/ 93).
(¬5) خراسان بلاد واسعة أول حدودها مما يلي العراق وآخر حدودها مما يلي الهند، تشتمل على أمهات المدن مثل: نيسابور، هراة، مرو، بلخ، نسا، أبيورد، سرخس، وغيرها، وخراسان قيل: نسبة إلى خراسان ابن عالم بن سام بن نوح - عليه السلام - عندما استوطنها، وهي ما تعرف الآن بتركستان ويقع ضمنها الكثير من الجمهوريات الإِسلامية التي كانت ضمن الاتحاد السوفييتي، وهي موطن الكثير أو الأكثر من علماء المسلمين كما قال النووي. انظر معجم البلدان للحموي (2/ 401 - 405)، تهذيب الأسماء واللغات (3/ 1/ 102)، وراجع حاضر العالم الإِسلامي لجميل المصري (2/ 453) وما بعدها.
(¬6) في (أ): الوسيط.
(¬7) ترجم له كل من السبكي والأسنوي ولكن لم يزيدا على ما ذكره عنه ابن الصلاح هنا، غير أن الأسنوي قال: خلف بن رحمة بدلاً عن أحمد. انظر: طبقات السبكي (7/ 83)، طبقات الأسنوي (2/ 247).

الصفحة 12