كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 1)

استضأت بها أنا أوردها إن شاء الله تعالى في شرحي هذا. وأما خلاف أبي حنيفة في النبيذ فقد ذكر بعض أصحابه عنه أنه رجع عنه (¬1)، والصحيح أن المجتهد إذا قال قولاً ثمّ رجع عنه (¬2) بطل كالمنسوخ (¬3)، والله أعلم.
قوله: "واختصاص الطهوريَّة به (¬4) إما تعبُّد لا يعقل معناه، وإما أن يعلَّل باختصاص الماء بنوعٍ من اللطافة، والرقَّة، وتفرد في التركيب لا يشاركه فيها (¬5) سائر المائعات" (¬6) فتفرده في التركيب هو أنه جسم لم (¬7) يركَّب إلا من جوهر الماء، بخلاف ماء الورد وغيره من المائعات، فإنها (¬8) مركبة من جوهر الماء وغيره، ولهذا (¬9) إذا أُغلي (¬10) الصافي منها رسب له ثقل، والماء الصافي إذا أُغلي (¬11) لم يرسب له ثقل، وتفرده بهذا التركيب هو السبب في تفرده باللطافة والرقَّة، فعطف أحدهما على الآخر جمعاً بين السبب والمسبب، والله أعلم.
¬__________
(¬1) نقل الكاساني عن نوح أنه روى في الجامع المروزي عن أبي حنيفة أنه رجع عن ذلك. بدائع الصنائع (1/ 15)، كذا نقله السرخسي في المبسوط (1/ 88).
(¬2) سقط من (ب).
(¬3) انظر التنقيح (ل 11/ أ)، المطلب العالي (1/ ل 6/ ب).
(¬4) سقط من (أ).
(¬5) في (ب): فيه.
(¬6) الوسيط 1/ 298 - 299.
(¬7) في (د): ولم، والواو كأنها مقحمة هنا، والمثبت من (أ) و (ب).
(¬8) في (ب): فإنه.
(¬9) في (ب): فلهذا.
(¬10) في (ب): غلي.
(¬11) في (ب) أيضاً: غلي.

الصفحة 13