كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 1)

من المسلم يشتمل على أداء (¬1) العبادة، وزوال المنع، وغسل الذمية التي تحت المسلم نادر يبعد أنَّه لاحظه في تعليله (¬2)، ثم إنَّ في "البسيط" (¬3) التصريح بأنه على أحد الوجهين: يعتبر مجموع الوصفين، والله أعلم.
ووقَّفني أيَّام مقامي بنَيسابور (¬4) الشيخ أبو حامد الجاجرمي (¬5) على المجلد الأول من "شرحه للوسيط" - وكان قد عمل بعضه - فوجدته يقول فيه: "إنَّ الأصحاب اختلفوا في العلَّة على ثلاثة أوجه: أحدها: قال بعضهم - وهو منقول عن المزني -: هي أنَّه (¬6) أُدي به فرض الطهور". وذكر المعنيين الآخرين، ثمَّ جمعني وإيَّاه الطريق فقلت له: من أين ذكرت هذا؟ فقال في الخلاصة: لأنَّه أُدي به الفرض.
¬__________
(¬1) سقط من (أ).
(¬2) قال: نادر؛ لأنه قد ينقض به عليه؛ لأن غسل الذميَّة يزيل المنع من الوطء من قِبَل زوجها المسلم، ولا يشتمل على العبادة لكفرها، والله أعلم.
(¬3) انظر: (1/ ل 5/ ب).
(¬4) من مدن خراسان العظيمة، فتحت في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان سنة (31 هـ)، كانت ذات فضائل حسنة وعمارة، واستمرت على ذلك حتى سنة (618 هـ) عندما داهمها التتار وجعلوها خراباً وهجرها من بقي من أهلها، وقد خرج منها من أئمة العلم من لا يحصى عدداً وهي تعرف الآن باسم (نيشابور) وتقع على بعد (125) كلم من مدينة (مشهد) الإيرانيَّة. انظر معجم البلدان (5/ 382 - 384)، آثار البلاد وأخبار العباد القزويني (ص 473 - 477)، بلدان الخلافة الشرقيَّة ص: 424.
(¬5) العلامة أبو حامد محمَّد بن إبراهيم بن أبي الفضل السهلي الشافعي معين الدين، من مصنفاته: الكفاية، إيضاح الوجيز، توفي سنة (613 هـ)، وجاجرم بلدة بين جرجان ونيسابور. انظر ترجمته في: وفيات الأعيان (4/ 256)، السير (22/ 62)، طبقات السبكي (5/ 19).
(¬6) في (أ): أنه إذا.

الصفحة 21