كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 1)

المرأة فيهم (¬1) لم يؤاكلوها, ولم يجامعوهن في البيوت، فسأل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - النبيَ - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ (¬2) {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى ....} إلى آخر الآية (¬3) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اصنعوا كلَّ شيء إلا النكاح) (¬4). والتحريم وإن كان ظاهر نصِّ الشافعي - رضي الله عنه - (¬5)، فدليل الإباحة أقوى من دليله. وحديث عائشة المذكور في الكتاب (¬6) محتمل (¬7) أن يكون تركه - صلى الله عليه وسلم - ما تحت الإزار لا للتحريم. فقوله - صلى الله عليه وسلم -: (أنفست؟) هو (¬8) بفتح النون وكسر الفاء، ومعناه: أحضت؟. وأما بضم النون فمعناه: ولدت (¬9). وهذا الحديث يروى (¬10) في "الصحيحين". (¬11) عن أم سلمة، ورويناه في كتاب "السنن
¬__________
(¬1) في (ب): منهم.
(¬2) قوله: (فأنزل .. عَزَّ وَجَلَّ) سقط من (ب).
(¬3) سورة البقرة الآية (222).
(¬4) في (ب): الجماع.
(¬5) انظر: الأم 1/ 129.
(¬6) قال الغزالي: "وللتحريم - أي ويشهد للتحريم - قول عائشة - رضي الله عنها - قالت: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مضجعه، فحضت، فانسللت، فقال: مالك أنفست؟ قلت: نعم. فقال: خذي ثياب حيضتك وعودي إلى مضجعك، ونال مني ما ينال الرجل من امرأته إلا ما تحت الإزار". الوسيط 1/ 473.
(¬7) في (ب): المحتمل.
(¬8) في (أ): وهو.
(¬9) انظر: معالم السنن 1/ 220، شرح النووي على مسلم 3/ 207، وقد يقال: بالضم والفتح في الحيض والولادة معاً انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر 5/ 95، تهذيب الأسماء واللغات 3/ 2/ 170 - 171.
(¬10) في (ب): مروي، وكلاهما من صيغ التمريض عن المحدثين، وقد تقدم التعليق على ذلك انظر ص: 324.
(¬11) انظر: صحيح البخاري - مع الفتح - كتاب الحيض، باب النوم مع الحائض وهي في ثيابها /503 رقم (322)، وصحيح مسلم - مع النووي - كتاب الحيض، باب الاضطجاع مع الحائض في لحاف واحد 3/ 206.

الصفحة 260